Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
2 décembre 2012 7 02 /12 /décembre /2012 19:02

 

 
 

إلى شهريار
تحية طيّبة و بعد
ماذا تنفع الحسرة ؟
لقد وهنت قواي و ترنحت أمام عصف أمواجك و كادت حجارتي ترتطم بصخرك الصوان عندما جرفها السيل لتذبل و تموت .
انهارت مقاومتي مثل بناء رمل أمام عواصف قسوتك واُجتاحني الكدر و لأن معدن النفس لا يصفو إلا بالمغالبة قررت مغالبتها بالتفكير و ما إن هممت به حتّى بدأت الأفكار تتساقط على رأسي كالحجارة لتصيبه بألم الخطإ و الرغبة في الصواب .
أيّ ذنب اقترفت ؟ هل كان بالإمكان أفضل مما كان ؟
لقد رام أمرا و لما يئس منه صرف نظرا هذا هو الصواب . و كيف لي أن أعرف إن كان ما أقوله الصواب ؟ كيف لي أن أحوّل نار حيرتي إلى رماد و هشيم لابد لي من سؤاله
 واسترحت إلى اليأس إحدى الراحتين
و أدركت أخيرا ما خفي و ما ظهر و غرقت في الأسى واُبتلعتني الكآبة و همدت كما يهمد اليتيم العائد من المقبرة و قلت ياللرجل ما أسرع تقلبه ؟ لقد كان منذ أيام حريصا على لقائي منتشيا بالحديث معي و سماع صوتي و اليوم يجادلني بالصمت .
شعرت بحيرة أسيفة و توالت الأسئلة على دماغي كحبات البرد ثم ذابت كما ذاب .
تساءلت " ما الذي بدر مني حتى أصبح شهرياري بعيدا كالنجم عزيزا كالروح ؟ لعله انصرافي عنه يوم صارعني الإرهاق فصرعني .
إن الحيرة تتغلغل في أعماقي فهلا أزلت حيرتي ؟ إن الحيرة تتغلغل في أعماقي فهلا أزلت حيرتي ؟
لقد كان مجذاما سرعان ما حكم بقطع حبل التواصل بيننا و كان هجاما لجوجا ملحاحا و هي صفات طالما أنكرتها و انحنيت باللائمة على ذويها و لكنها تلاشت عندما تحوّل إلى عقل صرف احترمت فيه ثقافته الواسعة و اُعجبت به و تمنيت لقاءه لقاء كائنين مفكرين و لكنه أبى و ذهب الجهد و الجهاد عبثا فهو لا يريد كائنا مفكرا يريد أنثى بنصف عقل أو بدون عقل أنثى لا ترهقه بالتفكير و التأويل

و التحليل .
ليته أحس و ليته أدرك أننا شعرنا بمتعة العقل الصافية ساعة نادرة من الزمان

و اليوم أنهى كل شيء فجفاؤه كان الحبة الأخيرة في العقد و أظنها انفرطت .
لقد أضعته بعنادي و أي ّفتى أضعت ؟ و أضاعني بقسوته و أي فتاة أضاع ؟ و قد يلتقي الشتيتان
فياراحلا و جميل الصبر يتبعه هل من سبيل إلى لقياك يتفق ؟

Partager cet article
Repost0

commentaires